الجمعة، 24 أكتوبر 2014

القصة ( 91 ) - قصة القصيدة العينية للحلي


يروى ان هذه الحادثة قد حدثت للعلامه الكبير المرحوم السيد حيدر الحلي (قدس سره الشريف) حيث كان ينظم قصيدة حولية ( سنوية ) في كل سنة و يذهب ماشيا ً حافيا ً على قدميه إلى الضريح المقدس لأبي عبد الله الحسين عليه السلام حتى يقرأها بحضرته و لا يعلم أحد بها قبل قراءتها هناك ، و في إحدى السنين نظم قصيدة يندب بها الحسين عليه السلام و يستنهض بها قائم آل محمد الحجة المنتظر عليه السلام و هذه مقتطفات من القصيدة الخالدة : 

الله يا حــــــامي الشريعة . . . أتقر و هي كذا مـــروعة
بك تستغيث و قلــــبها لك . . . عن جوًى يشكو صدوعه
مات التصبر بانتظارك . . . أيهـــــــا المحي الشريعة



إذن نعود للقصة فلما صار موعد اليوم لقراءتها ذهب إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ماشيًا لكي ينشده قصيدته التي أعدها لهذه السنة و التي لا يعلم بها أحد ، ففي أثناء توجهه للزيارة جاءه رجل إعرابي بزي عربي عليه بهاء و نور و سلّم عليه قائلا ً " يا سيد حيدر اقرأ لي قصيدتك الله يا حامي الشريعة " 
فقال السيد الحلي في نفسه إني لم أطلع بها أحد و هذا الرجل من الأعراب من أين عرف بها ؟؟؟
ثم وجه الكلام إلى الرجل العربي " إن هذه القصيدة من الشعر القريض ( أي العربية الفصحى) و قد يصعب عليك فهمها . 
فرد عليه " اقرأها لي عسى أن أفهمها " 
فشرع السيد حيدر الحلي بقراءتها و بدى على الرجل العربي التفاعل مع أبيات القصيدة شيئًا فشئًا حتى وصل السيد حيدر إلى هذا المقطع : 
ماذا يهيجك إن صـــبرت . . . لوقعـــــــة الطف الفظيعة
أتــــــــرى تجىء فجيعة . . . بأمــــض من تلك الفجيعة
حيث الحسين على الثرى . . . خيل العدا طحنت ضلوعه

فعندها أخذ الرجل العربي يلطم على رأسه و يبكي و هو يقول " يا سيد حيدر إن الأمر ليس بيدي " 
فعرف العلامه السيد حيدر الحلي أن هذا هو صاحب العصر و الزمان 
(
أرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء)

اللهم عجل لوليك الفرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القصة ( ٢١٧ ) - جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان

إن جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان . باعتبار الدولة في ضيق مالي . - قصة رواها الرحالة الفرنسي ڤولني عن والي دمشق أسعد باشا ا...