الجمعة، 17 أكتوبر 2014

القصة ( 53 ) - مشهد من مشاهد واقعة الطف عام 61 للهجرةي

عاشوراء 61


عن الامام علي بن الحسين بن علي ، قال : اني جالس في تلك العشية التي قتل ابي صبيحتها ، وعمتي زينب عندي تمرضني إذ اعتزل ابي بأصحابه في خباء له وعنده حوي مولى أبي ذر الغفاري ( 1 ) وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول :
يا دهر أف لك من خليل * كم لك بالإشراق والأصيل 
من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل 
وإنما الأمر إلى الجليل * وكل حي سالك السبيل
قال فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها فعرفت ما أراد ، فخنقتني عبرتي فرددت دمعي ولزمت السكوت ، فعلمت ان البلاء قد نزل ، فأما عمتي فإنها سمعت ما سمعت وهي امرأة وفي النساء الرقة والجزع فلم تملك نفسها ان وثبت تجر ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت ، واثكلاه ! ليت الموت أعدمني الحياة ! اليوم ماتت فاطمة أمي ! وعلي أبي ! وحسن أخي ! يا خليفة الماضي وثمال الباقي فاجابها الامام الحسين عليه السلام بعد حديث ناخذ منه قوله : وقال لها : يا اخية ! اتقي الله ! وتعزي بعزاء الله ! واعلمي ان أهل الأرض يموتون ، وان أهل السماء لا يبقون ، وان كل شئ هالك إلا وجه الله الذي خلق الأرض بقدرته ، ويبعث الخلق فيعودون ، وهو فرد وحده ، أبي خير مني ، وأمي خير مني ، وأخي خير مني ، ولي ولهم ولكل مسلم برسول الله أسوة ، قال : فعزاها بهذا ونحوه ، وقال لها : يا اخية ! إني اقسم عليك فأبري قسمي لا تشقي علي جيبا ! ولا تخمشي على وجها ! ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا انا هلكت ! قال : ثم جاء بها حتى أجلسها عندي وخرج إلى أصحابه ، فأمرهم ان يقربوا بعض بيوتهم من بعض وان يدخلوا الإطناب بعضها في بعض ، وان يكونوا هم بين البيوت ، إلا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم .
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ابا عبد الله .. وعلى الارواح التي حلت بفنائك .. عليكم مني جميعا سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله اخر العهد مني لزيارتكم
السلام على الحسين ..
وعلى علي ابن الحسين ..
وعلى اولاد الحسين ..
وعلى اصحاب الحسين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القصة ( ٢١٧ ) - جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان

إن جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان . باعتبار الدولة في ضيق مالي . - قصة رواها الرحالة الفرنسي ڤولني عن والي دمشق أسعد باشا ا...