الخميس، 28 مايو 2020

القصة ( ٢١٧ ) - جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان

إن جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان .

باعتبار الدولة في ضيق مالي .
- قصة رواها الرحالة الفرنسي ڤولني عن والي دمشق أسعد باشا العظم.. خلال رحلاته بين دمشق و بيروت..
يقال أنه كان في يوم ما بحاجة إلى المال للنقص الحاد في مدخرات خزينة الولاية. (( كما هو حال العراق اليوم))
. فاقترح عليه حاشيته أن يفرض (ضريبة) على المسيحيين.. وعلى صناع النسيج في دمشق..
فسألهم أسعد باشا: وكم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبة؟
قالوا :من خمسين إلى ستين كيسا من الذهب..
فقال أسعد باشا: ولكنهم أناس محدودي الدخل.. فمن أين سيأتون بهذا القدر من المال؟
فقالوا: يبيعون جواهر وحلي نسائهم يا مولانا..
فقال أسعد باشا: وماذا تقولون لو حصلت المبلغ المطلوب بطريقة أفضل من هذه؟!
في اليوم التالي.. قام أسعد باشا بإرسال رسالة إلى المفتي.. لمقابلته بشكل سري.. وفي الليل وعندما وصل المفتي.. قال له أسعد باشا: نما إلى علمنا أنك ومنذ زمن طويل.. تسلك في بيتك سلوكا غير قويم.. وأنك تشرب الخمر.. وتخالف الشريعة.. وإنني في سبيلي لابلاغ اسلامبول.. ولكنني أفضل أن أخبرك أولا.. حتى لا تكون لك حجة علي!!! المفتي  أخذ يتوسل.. ويعرض مبالغ مالية على أسعد باشا.. لكي يطوي الموضوع.. فعرض أولا ألف قطعة نقدية.. فرفضها أسعد باشا.. فقام المفتي بمضاعفة المبلغ.. ولكن أسعد باشا رفض مجددا.. وفي النهاية تم الاتفاق على ستة آلاف قطعة نقدية!  وبعد اخذها عزله
وفي اليوم الثاني.. قام باستدعاء القاضي.. وأخبره بنفس الطريقة.. مضيفا أنه يقبل الرشوة.. ويستغل منصبه لمصالحه الخاصة.. وانه يخون الثقة الممنوحة له؟! وهنا صار القاضي يناشد الباشا.. ويعرض عليه المبالغ كما فعل المفتي.. فلما وصل معه إلى مبلغ مساوي للمبلغ الذي دفعه المفتي.. أطلقه ففر القاضي سريعا وهو لا يصدق بالنجاة!
بعدها جاء دور المحتسب.. وآغا الينكجرية.. والنقيب.. .. وكل من له مسؤوليه في ذاك الوقت .. من مسلمين ومسيحيين..

بعدها قام بجمع حاشيته الذين أشاروا عليه أن يفرض ضريبة جديدة لكي يجمع خمسين كيسا..
وقال لهم: هل سمعتم أن أسعد باشا قد فرض ضريبة جديدة في الشام؟
فقالوا: لا ما سمعنا..!!
فقال: ومع ذلك فها أنا قد جمعت مائتي كيس.. بدل الخمسين التي كنت سأجمعها بطريقتكم.. فتساءلوا جميعا بإعجاب.. كيف فعلت هذا يا مولانا؟!
فأجاب : إن جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان.
🔴 فهل سيأتي اليوم الذي يُجَزُ فيه صوف الفاسدين.. بدل سَلخِ جِلد المواطن !؟!

الأربعاء، 27 مايو 2020

القصة ( ٢١٦ ) - قصة اكبر مكتبة في الوطن العربي

اكبر مكتبة
أكبر مكتبة امتلكها شخص عربي تعود للفنان الراحل المصري #حسن_كامي

 مكتبته الشخصية احتوت اكثر من 120000 عنوان ،
قبل وفاته عرض عليه مبلغ 18 مليون دولار مقابل المكتبة لكنه رفض بيعها ؛ وحسب وزارة الثقافة المصرية فانه عدد كبير من الكتب الموجده فيها نادرة جدا لا تقدر بثمن ؛ من ضمنها 5 نسخ من كتاب " وصف مصر " يرجع تاريخها للحملة الفرنسية على مصر ، سبق ان باع نسخة منها لجامعة امريكية بحوالي 100 الف دولار ؛ وكان يجلس بهذه المكتبه كل يوم ويقول إن نجوي زوجته كانت تجلس بها كل يوم لذلك توجد روحها بها ورفض بيعها .
اليوم صراع مشتعل على هذه المكتبة من ضمنها منظمات عالمية ومتاحف ودور نشر وحتى رجال اعمال .
وحسب مسؤول المكتبة  فرح يونان فان المكتبة تحوي كتب عمرها يصل 500 سنة
توفي رحمه الله تعالي يوم 14 ديسمبر 2018
_______________________________
الصورة: حسن كامي في مكتبته
منقول

الجمعة، 15 مايو 2020

القصة ( ٢١٥ ) - قصة الطرماح ومعاوية

ﻛﺘﺐ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻔﯿﺎن كتابا إﻟﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ (ع) يقول فيه:
ﺑﺴﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﯾﺎ ﻋﻠﻲ لأﺿﺮﺑﻨﻚ ﺑﺸﻬﺎب ﻗﺎﻃﻊ ﻻ ﯾﺪﻛﻨﻪ اﻟﺮﯾﺢ وﻻ ﯾﻄﻔﺌﻪ اﻟﻤﺎء إذا اﻫﺘﺰ وﻗﻊ وإذا وﻗﻊ ﻧﻘﺐ.واﻟﺴﻼم

ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮأ ﻋﻠﻲ (ع) ﻛﺘﺎب معاوية دﻋﺎ ﺑﺪواة وﻗﺮﻃﺎس ﺛﻢ ﻛﺘﺐ:
ﺑﺴﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﯾﺎ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺑﺖ، أﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، وأﻧﺎ أﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ واﻟﺤﺴﯿﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﺟﺪك وﻋﻤﻚ وﺧﺎﻟﻚ وأﺑﯿﻚ، وأﻧﺎ اﻟﺬي أﻓﻨﯿﺖ ﻗﻮﻣﻚ ﻓﻲ يوم ﺑﺪر وﯾﻮم أﺣﺪ ويوم حنين، وذﻟﻚ اﻟﺴﯿﻒ ﺑﯿﺪي، يحمله ﺳﺎﻋﺪي ﺑﺠﺮأة ﻗﻠﺒﻲ ﻛﻤﺎ ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ بكفي، ﻟﻢ أﺳﺘﺒﺪل ﺑﺎﻟﻠﻪ رﺑﺎ وﺑﻤﺤﻤﺪ (ص) ﻧﺒﯿﺎ وﺑﺎﻟﺴﯿﻒ ﺑﺪﻻ. واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﺗﺒﻊ اﻟﻬﺪى.

ﺛﻢ ﻃﻮى اﻟﻜﺘﺎب ودﻋﺎ اﻟﻄﺮﻣﺎح ﺑﻦ ﻋﺪي اﻟﻄﺎﺋﻲ (أخو الصحابي الجليل حجر بن عدي الطائي) وﻛﺎن رﺟﻼ فصيحا متكلما، ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺧﺬ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﻫﺬا ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺑﻪ إﻟﻰ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ورد ﺟﻮاﺑﻪ.

ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻄﺮﻣﺎح اﻟﻜﺘﺎب وانطلق مسرعا ناحية الشام.

فلما ﻧﺰل دﻣﺸﻖ ﺳﺄل ﻋﻦ ﻗﻮاد ﻣﻌﺎوﯾﺔ، ﻓﻘﯿﻞ إﻧﻬﻢ ﯾﺠﺘﻤﻌﻮن ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﺨﻀﺮاء، ﻓﻨﺰل وﻋﻘﻞ ﺑﻌﯿﺮﻩ وتوجه صوبهم، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﺼﺮوا ﺑﻪ أخذوا ﯾﻬﺰؤون ﺑﻪ.

ﻓﻘﺎل أحدهم ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ أﻋﻨﺪك ﺧﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء؟ ﻗﺎل: ﻧﻌﻢ ﺟﺒﺮاﺋﯿﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء وعزرائيل ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء. ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﻪ ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ ﻣﻦ أﯾﻦ أﻗﺒﻠﺖ؟ ﻗﺎل: ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻘﻲ اﻟﻨﻘﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ اﻟﺮدي. ﻗﺎﻟﻮا ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ إجلس ﺣﺘﻰ ﻧﺸﺎورك؟ ﻗﺎل: واﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ مشورﺗﻜﻢ ﺑﺮﻛﺔ، وﻻ ﻣﺜﻠﻲ يشاور أﻣﺜﺎﻟﻜﻢ. ﻗﺎﻟﻮا ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻜﺘﺐ إﻟﻰ ﯾﺰﯾﺪ ﺑﺨﺒﺮك (وﻛﺎن ﯾﺰﯾﺪ ﯾﻮﻣﺌﺬ وﻟﻲ ﻋﻬﺪ معاوية).

ﻓﻜﺘﺒﻮا إﻟﯿﻪ أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﯾﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻓﻘﺪ ﻗﺪم ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ إﻋﺮاﺑﻲ ﻟﻪ ﻟﺴﺎن لا ﯾﻤﻞ، وﯾﻜﺜﺮ ﻓﻤﺎ ﯾﻜﻞ، واﻟﺴﻼم.

ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮأ ﯾﺰﯾﺪ اﻟﻜﺘﺎب أﻣﺮ أن يحضروه الى معاوية، ﻓﻠﻤﺎ حضر ﻧﻈﺮ إﻟﯿﻪ معاوية وﻗﺎل: اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻚ ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: اﻟﻠﻪ اﻟﺴﻼم اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﻤﻬﯿﻤﻦ. ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: إن أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﯾﻘﺮأ ﻋﻠﯿﻚ اﻟﺴﻼم، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: ﺳﻼﻣﻪ ﻣﻌﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻓﺔ.

ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: إنني أعرض ﻋﻠﯿﻚ اﻟﺤﻮاﺋﺞ، ﻗﺎل: أول ﺣﺎﺟﺘﻲ إليك أن تقوم ﻣﻦ مجلسك ﺣﺘﻰ ﯾﺠﻠﺴﻪ ﻣﻦ ﻫﻮ أﺣﻖ به منك. ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ: ﻓﺈﻧﺎ ﻧﺪﺧﻞ على علي ﻓﻤﺎ لنا ﺣﯿﻠﺔ والسلام عليه، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻚ أﯾﻬﺎ اﻟﻤﻠﻚ، ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: وﻣﺎ ﻣﻨﻌﻚ أن ﺗﻘﻮل ﯾﺎ أمير المؤمنين؟ قال: ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ﻓﻤﻦ أﻣﺮك ﻋﻠﯿﻨﺎ؟ ﻘﺎل إذن ﻧﺎوﻟﻨﻲ ﻛﺘﺎﺑﻚ، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح، إﻧﻲ لأﻛﺮﻩ أن أﻃﺄ ﺑﺴﺎﻃﻚ، ﻗﺎل: ﻓﻨﺎوﻟﻪ وزﯾﺮي، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: ﺧﺎن اﻟﻮزﯾﺮ وﻇﻠﻢ الأﻣﯿﺮ، ﻗﺎل: ﻓﻨﺎوﻟﻪ ﻏﻼﻣﻲ، ﻗﺎل: ﻏﻼم ﺳﻮء اﺷﺘﺮاﻩ ﻣﻮﻻﻩ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺣﻞ واﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻃﺎﻋﺔ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎل معاوية: ﻓﻤﺎ اﻟﺤﯿﻠﺔ إذن؟ ﻗﺎل: ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎل ﻣﺆﻣﻦ ﻣﺜﻠﻲ ﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻣﺜﻠﻚ، ﻗﻢ ﺻﺎﻏﺮا ﻓﺨﺬﻩ.

ﻓﻘﺎم ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻓﺘﻨﺎول الكتاب وﻗﺮأه ﺛﻢ ﻗﺎل: ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ ﻛﯿﻒ ﺧﻠﻔﺖ ﻋﻠﯿﺎ؟ ﻗﺎل: ﺧﻠﻔﺘﻪ واﻟﻠﻪ ﺟﻠﺪا، ﺣﺮﯾﺎ، ﺿﺎﺑﻄﺎ، ﻛﺮﯾﻤﺎ ﺷﺠﺎﻋﺎ، ﺟﻮادا، ﻟﻢ ﯾﻠﻖ ﺟﯿﺸﺎ إﻻ ﻫﺰﻣﻪ وﻻ ﻗﺮﻧﺎ إﻻ أرداﻩ وﻻ ﻗﺼﺮا إﻻ ﻫﺪﻣﻪ.

ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: ﻓﻜﯿﻒ ﺧﻠﻔﺖ اﻟﺤﺴﻦ واﻟﺤﺴﯿﻦ؟ ﻗﺎل: ﺧﻠﻔﺘﻬﻤﺎ ﺻﻠﻮات اﻟﻠﻪ ﻋﻠﯿﻬﻤﺎ ﺻﺤﯿﺤﯿﻦ، ﻓﺼﯿﺤﯿﻦ، ﻛﺮﯾﻤﯿﻦ، ﺷﺠﺎﻋﯿﻦ، ﺟﻮادﯾﻦ، ﺷﺎﺑﯿﻦ، ﻃﺮﯾﯿﻦ، مصلحين ﻟﻠﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة. ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: ﻓﻜﯿﻒ ﺧﻠﻔﺖ أﺻﺤﺎب ﻋﻠﻲ؟ ﻗﺎل: ﺧﻠﻔﺘﻬﻢ وﻋﻠﻲ (ع) ﺑﯿﻨﻬﻢ ﻛﺎﻟﺒﺪر وﻫﻢ ﻛﺎﻟﻨﺠﻮم، إن أﻣﺮﻫﻢ اﺑﺘﺪروا وإن ﻧﻬﺎﻫﻢ ارﺗﺪﻋﻮا، ﻓﻘﺎل معاوية: ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ ﻣﺎ أﻇﻦ ﺑﺒﺎب ﻋﻠﻲ أﺣﺪا أﻋﻠﻢ ﻣﻨﻚ. ﻗﺎل: وﯾﻠﻚ اﺳﺘﻐﻔﺮ ربك، ﻛﯿﻒ ﻟﻮ رأﯾﺖ اﻟﻔﺼﺤﺎء الأدﺑﺎء اﻟﻨﻄﻘﺎء ووﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﻟﻐﺮﻗﺖ ﯾﺎ ﺷﻘﻲ.

ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: اﻟﻮﯾﻞ لأﻣﻚ، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: ﺑﻞ ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻬﺎ وﻟﺪت ﻣﺆﻣﻨﺎ مثلي ولم تلد ﻣﻨﺎﻓﻘﺎ ﻣﺜﻠﻚ، ﻗﺎل معاوية: ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ ﻫﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﺎﺋﺰة؟ ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: بلى، فقال معاوية: كيف تستحل أخذها مني؟ قال: إني استحل أخذ روﺣﻚ من جسدك، ﻓﻜﯿﻒ ﻻ أستحل أخذ مالك من يدك. ﻓﺄﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﻤﺎﺋﺔ أﻟﻒ درﻫﻢ وﻗﺎل: أزﯾﺪك ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ؟ فقال: زد إن الله ولي من يزيد، ﻓﺄﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﻤﺎﺋﺔ أﻟﻒ أﺧﺮى، ﻓﻘﺎل الطرماح: ثلثها فإن إمامي أمير المؤمنين (ع) أولى منك بها، فثلثها له وقال: واﻵن ﻣﺎ ﺗﻘﻮل؟ ﻓﻘﺎل: أﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ وأذﻣﻚ. ﻗﺎل: وﻟﻢ وﯾﻠﻚ؟ ﻗﺎل: لأن هذا المال ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻚ ولأﺑﯿﻚ ﻣﯿﺮاﺛﺎ، إﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﯿﺖ ﻣﺎل المسلمين.

ﺛﻢ أﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺗﺒﻪ ﻓﻘﺎل اﻛﺘﺐ للإﻋﺮاﺑﻲ ﺟﻮاﺑﺎ ﻓﻼ ﻃﺎﻗﺔ لي ﺑﻪ، ﻓﻜﺘﺐ أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﯾﺎ ﻋﻠﻲ فلأوﺟﻬﻦ إﻟﯿﻚ ﺑﺄرﺑﻌﯿﻦ ﺣﻤﻼ ﻣﻦ ﺧﺮدل ﻣﻊ ﻛﻞ ﺧﺮدﻟﺔ أﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﯾﺸﺮﺑﻮن اﻟﺪﺟﻠﺔ وﯾﺴﻘﻮن اﻟﻔﺮات.
ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ اﻟﻄﺮﻣﺎح إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ: لا أدري أﯾﻜﻤﺎ أكذب أﻧﺖ أم ﻛﺎﺗﺒﻚ؟ وﯾﻠﻚ ﻟﻮ ﺟﻤﻌﺖ اﻟﺠﻦ والإﻧﺲ وأﻫﻞ اﻟﺰﺑﻮر واﻟﻔﺮﻗﺎن ﻻ يصلون الى ما ﻗﻠﺖ. ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻦ أﻣﺮي، ﻗﺎل: إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻦ أﻣﺮك ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻀﻌﻔﻚ ﻓﻲ ﺳﻠﻄﺎﻧﻚ، وإن ﻛﺎن ﻛﺘﺒﻪ ﺑﺄﻣﺮك ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺤﯿﯿﺖ ﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻜﺬب. أﻣﺎ إن ﻟﻌﻠﻲ ﺻﻠﻮات اﻟﻠﻪ ﻋﻠﯿﻪ دﯾﻜﺎ أﺷﺘﺮ، ﯾﻠﺘﻘﻂ جيشكم بخيشومه، ﻓﯿﺠﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﻮﺻﻠﺘﻪ. ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: وﻣﻦ ذﻟﻚ ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ؟ ﻗﺎل: ذﻟﻚ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ اﻻﺷﺘﺮ النخعي.
ولما انتهى أﺧﺬ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺠﺎﺋﺰة واﻧﻄﻠﻖ بهما إﻟﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ (ع).
ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ وقال: ﻟﻮ وﺟﻬﺘﻜﻢ ﺑﺄﺟﻤﻌﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ وﺟﻪ ﺑﻪ علي ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺆدون ﻋﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻣﺎ أدى ﻫﺬا ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ.
المصدر: بحار الأنوار، العلامة
المجلسي، ج8، ص587ا
عبير الربيع)

القصة ( ٢١٧ ) - جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان

إن جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان . باعتبار الدولة في ضيق مالي . - قصة رواها الرحالة الفرنسي ڤولني عن والي دمشق أسعد باشا ا...