الجمعة، 17 أكتوبر 2014

القصة ( 52 ) - قصة ابن الامام الثائر


علي بن الحسين
يحكى ان الامام الحسين كان جالسا وبجواره علي الاكبر اثناء طريقهم من مكة الى الكوفة ( قبل الوصول الى كربلاء ) فسمع علي الاكبر اباه يسترجع ( يقول انا لله وانا اليه راجعون ) فقال علي لأباه : اراك استرجعت يا ابتي فاجابه الامام الحسين ( عليه السلام ) : سمعت هاتفا يقول ان القوم يسيرون والمنايات تسير اليهم وهذا يعني ارواحنا نعيت الينا , فقال علي الاكبر ( عليه السلام ) : اولسنا على الحق ؟ فاجاب الامام : اي والذي مرجع العباد اليه اننا على حق , فقال علي الاكبر : اذا لا نبالي ان نموت محقين .
وتذكر كل الشواهد التي نقلت واقعة الطف ان علي الاكبر كان اول من استشهد في تلك المعركة من اهل البيت بعد الانصار بعد ان قاتل اعدائه قتال الابطال وقتل ابطالهم في واقعة مشهورة .

لو تاملنا هاتين النقطتين اللتان اشرنا اليهما .. النقطة الاولى عندما اجاب على الاكبر ( اولسنا على الحق ؟ ) كلمة لها بعد فكري عميق .. هي درس لكل الاحرار في العالم .. لان ثورة الامام الحسين هي ثورة الاحرار الذين لا تربطهم بالدنيا رابطة .. فلو تاملنا كلمة علي الاكبر لوجدنا انه ليس المهم كيف ننجو من الموت وليس المهم ما هو الحل للهروب من المعركة وليس المهم كيف النجاة بالاسرة وليس المهم الهرب من الواقع .. بل المهم عند علي الاكبر هل نحن مع الحق ام مع غير الحق .. لان جميع البشر سيموتون وعاقبة البشرية الفناء لكن المهم ان ننهي حياتنا بمواقف مشرفة حين نسأل عنها يوم القيامة .. نعم الجميع سيموتون لكن ليس جميعهم سيكونون على الحق عند موتهم والا لما خلقت النار لتكون مصير اهل الباطل , لذا وانت في عملك وانت في تعاملك مع الناس ابحث عن جهة الحق وكن بجانب اصحاب الحق لانه لا ينفع يوم الحساب الا من كان على الحق في الدنيا .
والمعنى الثاني الذي احببنا ان نشير اليه في ان علي الاكبر هو اول من استشهد من اهل البيت فلها معاني ودلالات كبيرة فعلي الاكبر كان شابا يافعا محبوبا في قومه وهو اشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقاً برسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) اضافة الى ذلك انه ابن القائد ودائما ما نلاحظ ابناء القادة في جميع المناسبات التي نعرفها انهم يكونون في مؤخرة الجيوش لكن القائد الذي يدفع بابنه الى قلب المعركة في مقدمة اهل بيته دليل واضح على ان القيادة في حينها لم تكن تفرق بين ابن فلان وابن فلان ولم تكن المناصب لتوزع على ابناء القادة .. بل كان المعركة تدور نحو الاكفأ ونحو من عليه التكليف الحالي .. هكذا يكون القادة لذلك دائما نقول يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيم كما فزتم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القصة ( ٢١٧ ) - جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان

إن جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان . باعتبار الدولة في ضيق مالي . - قصة رواها الرحالة الفرنسي ڤولني عن والي دمشق أسعد باشا ا...