الخميس، 12 فبراير 2015

القصة ( 156 ) - قصة العمل المهم

العمل المهم



عاد الزوج من عمله فوجد أطفاله الثلاثة أمام البيت يلعبون في الطين بملابس النوم التي لم يبدلوها منذ الصباح، وفي الباحة الخلفية تبعثرت صناديق الطعام وأوراق التغليف على الأرض، وكان الباب الأمامي للبيت مفتوحًا.

أما داخل البيت فقد كان يعج بالفوضى، فقد وجد المصباح مكسورًا والسجادة الصغيرة مكوّمة إلى الحائط وصوت التلفاز مرتفعًا، وكانت اللعب مبعثرة والملابس متناثرة في أرجاء غرفة المعيشة.

وفي المطبخ كان الحوض ممتلئًا عن آخره بِالأطباق، وطعام الإفطار ما زال على المائدة، وكان باب الثلاجة مفتوحًا على مصراعيه.

صعد الرجل السلم مسرعًا وتخطى اللعب وأكوام الملابس باحثًا عن زوجته. كان القلق يعتريه خشية أن يكون أصابها مكروه، فُوجئ في طريقه ببقعة مياه أمام باب الحمام، فألقى نظرة في الداخل ليجد المناشف مبللة والصابون تكسوه الرغاوي، وتبعثرت مناديل الحمام على الأرض بينما كانت المرآة ملطخة بمعجون الأسنان.

اندفع الرجل إلى غرفة النوم فوجد زوجته مستلقية على سريرها تقرأ رواية، نظرت إليه الزوجة وسألته بابتسامة عذبة عن يومه فنظر إليها في دهشة وسألها: ما الذي حدث اليوم؟
ابتسمت الزوجة مرة أخُرى وقالت: كل يوم عندما تعود من العمل تسألني باستنكار ما الشيء المهم الذي تفعلينه طوال اليوم.. أليس كذلك يا عزيزي؟ فقال: بلى. فقالت الزوجة: حسنًا.. أنا لم أفعل اليوم ما أفعله كل يوُم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القصة ( ٢١٧ ) - جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان

إن جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان . باعتبار الدولة في ضيق مالي . - قصة رواها الرحالة الفرنسي ڤولني عن والي دمشق أسعد باشا ا...