الأحد، 30 نوفمبر 2014

القصة ( 125 ) - قصة عن عركة حيوانات


يقال ان القصة حقيقة .. وليست من الخيال .. لكنها مضحكة وتستحق القراءة

في سنة 1946 تعاركت الحيوانات في اسطبل أمانة العاصمة ببغداد ،
فأصيب سائسها بضربة في بطنه ، حمل على أثرها الى المستشفى ، 
وتم تسجيل القصة في تقرير رفعه الطبيب البيطري الى أمين العاصمة، 

وكان أمين العاصمة آنذاك الدكتور فائق شاكر وكان مرحا فعلق على
التقرير تعليقا مرحا يفيض بالنّـكتة البارعة . 
أول تقرير وجده أمين العاصمة الجديد الدكتور فائق شاكر في ديوانه الرسمي في اليوم الأول من دوامه 
كان الطبيب البيطري لأمانة العاصمة .

ـ سعادة امين العاصمة المحترم .
الموضوع : التقرير اليومي للحيوانات التابعة لأمانة العاصمة والتي تستخدم 
في نقل الأزبال وجر العربات الخ .. ( مساء البارحة وبعد غروب الشمس 
بقليل قام البغل الأسود رقم 72 بممازحة رفيقه الحمار الأبيض رقم 20
المربوط بجانبه بالأسطبل الواقع بالنزيزة مال الشيخ عمر
( منطقة في بغداد ) ، وقد أدى هذا الشقة ( الشقة تعبير بغدادي 
يعني المزاح ) على غير عادتهم كل يوم الى العراك أمام زملائهم ،
وأسفر- مع الاسف الشديد على فشخ الحمار بكوكته ( الكوكة تعبير بغدادي 
يعني قمة الجمجمة ) نتيجة ضربة زوج رداف قوية ومعاندة من البغل 
( ضربة زوج رداف تعبير بغدادي يعني الرفس بالحافر ، وقوله رداف ، 
يعني الدابة رمحت بحافريها معا ) مما دفع زميله الحمار أن يخرج عن 
جادة الصواب ، ويملخ البغل بعضة قوية ، شلعت ( قلعت ) وصلة ( قطعة )
من كتفه الأيمن ، وعند قيام النوبجي السايس رقم 11 جبار الأعور،
بالمحاجزة ( بالحجز بينهم ) أمام أنظار بقية الحيوانات أتته ضربة تياه
( تائهة ) غير مقصودة، في بطنه وأنطرح على الفشقي ( روث الحيوانات ) 
يتلوى من شدة الألم وقد أدخل المصابون بالمستشفى البيطري بموجب 
ورقة الفحص الطبي رقم 93 في 25/ 9/1946 أما السايس فقد قام بعدها 
سلامات .
تقدم بالتفضل بالأطلاع، والأمر بما يلزم 
وأعلامنا والأمر منوط بسعادتكم
التوقيع : الطبيب البيطري 

ـ وكان قد علق الدكتور امين العاصمة على التقرير بما يلي : -
1- الحمد لله على سلامة السايس جبار الأعور. 
2- يغرم البغل والزمال ( الحمار ) بقطع العليج ( العليق – العلق ) عنهم
لمدة ثلاثة أيام حتى يتأدبوا من ألآن فصاعدا ويكونوا عبرة لغيرهم من 
الحيوانات وليفهم كل من تسول له نفسه الخربطة أن الحكومة ساهرة 
وفاكة ( فاتحة ) عينه على الزغيرة والجبيرة ( الصغيرة والكبيرة( 
ولايتصوروا الدنيه ( الدنيا ) عفترة كل من بكيفه .
3- يمنع الشقة ( المزاح ) بين الحيوانات بالشغل ( اوقات العمل ) وأثناء 
الراحة منعا باتا ، بأمري ، وتعلق قطعة ( لوحة ) بذلك بالأسطبل ..
4- يربط الطبيب البيطري بين الزمال والبغل حتى إشعار آخر وحتى يتأكد 
الطبيب وهو الأب المسؤول على أبناءه ، ان البغل والحمار قد صفت قلوبهم 
وما بقيت بيناتهم عداوة تؤدي الى الكتل والمكتول ( القتل والمقتول (
5- على مدير الإدارة بأمانة العاصمة أن يكتب الى معالي وزير الداخلية 
ليفاتح الجهات المسؤولة لنقلي فورا الى أي وظيفة ماعدى امانة العاصمة 
لأن ماعندي خلك ( مزاج ) للزمايل والبغال ، إحنا وية ألأوادم هلة هلة ، 
عاد وية الحواوين ( الحيوانات )
التوقيع : امين العاصمة فائق شاكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القصة ( ٢١٧ ) - جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان

إن جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان . باعتبار الدولة في ضيق مالي . - قصة رواها الرحالة الفرنسي ڤولني عن والي دمشق أسعد باشا ا...